قصة أبي مع النافذة و القهوة و السيجارة

في فصل الشتاء ، تعودت أن أرى أبي في كل يوم ممطر مرعد واقفا يتابع هطول المطر الغزير من نافذة المنزل التي تزينه قطرات الأمطار الماسية المتلئلئة المتناثرة ، ماسكا بيده قدحا من القهوة ، وينفث دخان سجائره ، محدقا في افق السماء ونظره يشق بين قطرات المطر ، شرب القهوة و أخذ سيجارته من جديد ، واخذ يطرد دخانها المنفوث ويطرده من بين شق النافذة ، ويعود مرة أخرى إلى فراشه تاركا ابتسامهة طيبة لي عندما يصدفني .

خنقني الشوق ، و التطفل و الفضول واللهفة والشغف العارم لمعرفة سبب الوقوف مع القهوة و السيجارة في كل يوم ممطر مرعد عند النافذة .

رحل أبي و ترك لي قصة أركانها فصل الشتاء و المطر و كأس القهوة و دخان السيجارة ....

رحمك الله يا والدي و رحم معك أموات المسلمين ...


بقلم :
إبن ديراستيا المغترب

رحمه الله
انا عندي تفسير لوقوفه
ابوك كان ينظر من خلال الافق الى فلسطين وبالتحديد الى ديراستيا التي عاش فيها احلا طفولة في العالم
كنا معه نلعب وكان قائدا لنا ونحن صغار
لم يكن هنك كهرباء ولا اتاري ولا نت
كان رحمه الله يخترع لنا العاب من ادوات بسيطة
كنا نستمتع بها
ابو عمار غاب ولم يغب عنا
جميع اهل ديراستيا يبكونه ويذكرونه بالخير
من خلف ما مات ورحمه الله واسكنه فسيح جنانه

شو بدي أقولك عم أبوناصر ...

وصيت أبوي يجيبلي تراب من وطاه ، وفعلا جابلي تراب من أرض المقاسم ، شو بدي أقولك و الله أول ما اطل بهالتراب .... يجتاحني شعور عارم بالذهاب إلى فلسطين الآن وليس غدا ...

رحمة الله عليك يابا ...

والله يرحم أم ناصر و كل أرواح المسلمين ...

الله يرضى عليك يا عمي
ان شاء الله بصير حلول وبتيجي بتشوف ارضكم
وبتتهنوا
اللهم امين

يا محلا الموت ع ترابك يا بلادي ....
من الزجل الفلسطيني الرائع ...

يما و يما تعالي شوفي .. حامل ع كتفي الكلاشينكوفي ...
وانا ذابح شاورني من قاع التيناااااا ...


الله يسمع منك عمي ابو ناصر ..

هلا وغلا فيك